المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حادث جلل ومصاب أليم تسمم الكرمليسي نوح يوسف الـ جمعة في عام 1951


ساعي البريد
07-29-2019, 09:43 AM
حادث جلل ومصاب أليم

حادث جلل ومصاب أليم ,, حادث تسمم الشاب الكرمليسي نوح يوسف الـ جمعة في عام 1951 بكرمليس - نينوى - العراق 530233946

حادث تسمم الشاب الكرمليسي نوح يوسف الـ جمعة في كرملش في عام 1951

g26018

وجدتها فرصة ثمينة وجود الأخ العزيز والصديق الحميم ,والصهر الوفي الأستاذ سامي نوح يوسف الـ جمعة في ضيافتنا في مدينة ميونيخ بألمانيـــا لكي أحصل منه على المعلومات الدقيقة عن حادث تسمم والده في العام1951 بكرمليس ووفاته وهو في أوج شبابه حيث كان عمره 32 عاما لكي أؤرخها لأطلاع الأجيال الجديدة من أبناءنا في الوطن الحبيب والمهجر عليها وليأخذوا منها العبرة أيضا .

يقول الأخ سامي ...

في أحد الأيام من عام 1951 شكى والدي من حكة جلدية وحساسية في جسمه فنصحته والدته ,, جدتي سيدي ,, بتناول قليلا من مسحوق الكبريت الذهبي , فكانت في بيتنا قطعة بلورية من مادة سامة خضراء اللون فتصورت جدتي بأنها مادة الكبريت الذهبي , فكلفني والدي الذهاب الى بيت قريبنا العم الشماس يوسف حنـا أيشو ,, أبو بيتر ,, لجلب الهاون النحاسي لسحق البلورة , وفعلا ذهبت في الحال وجلبت الهاون وكان عمري أنذاك 6 سنوات , فوضعت البلورة في الهاون وأخذت أسحقها بيدة الهاون الى أن أصبحت مسحوقا ناعما , فأخذ والدي كمية من المسحوق ووضعه في أناء صغير وخلط معه كمية من السكر لكي يكون طعمه مقبولا وتناوله , ولم تمضي نصف ساعة من الوقت حتى بدا والدي يشكو من ألام حادة في معدته فخرج من البيت وذهب الى المقهى حيث شرب كأسا من الشاي وبعد ذلك أزدادت الألام في معدته فترك المقهى عائدا الى البيت وفي طريق العودة صادف سيدة كرمليسية تخبز قرص خبز مع الجبن في التنور فأشتهى تناول أحداها فتناولها وبعد ذلك أزدات الألام شدة مما أستدعى حين وصوله الى البيت أستدعاء العم متي حداد ,, متوش حدادا ,, لمعاينة المريض والوقوف على حالته , لأنه كان عليما بمثل هذه الأمور , وحين حضوره أشعل عود ثقاب وقربه من المسحوق فلم يحترق المسحوق فقال هذه المادة ليست الكبريت الذهبي بل هي مادة سامة تستعمل لمكافحة القوارض وطلب من الحضور نقله وبسرعة الى مستشفى المجيدية في الموصل , وفعلا تم أحضار الباص الخشبي للعم خضر النجار وتم نقل والدي الى المستشفى ونظرا لرداءة الطريق وقلة سرعة الباص انذاك أستغرق وصوله وقتا طويلا مما زاد الطين بلة , وحين وصوله الى المستشفى لم يستطع الأطباء أنقاذ حياته نظرا لأنتشار السم في جسمه وتأثيره على أحشائه الداخلية , ففارق الحياة في الساعة الثالثة صباحا , وفي صباح اليوم التالي تم نقل جثمانه بنفس الباص الى كرمليس وحين وصول جثمان الفقيد الى القرية خرج أبناء كرمليس عن بكرة أبيهم وهم يسيرون خلف الباص الى أن وصلوا الى بيت الفقيد من الطريق الداخلي في القرية وكانت النساء يبكين بمرارة ويلطمن على وجوهن وصدورهن ويزغردن وبأيديهن هبريات ملونة والرجال يرقصون وكأنهم في عرس , وبعد ذلك جرت مراسيم التوديع ومواراة الثرى لجثمان الفقيد في مقبرة العائلة بكنيسة مار كوركيس , وجدير بالذكر بان شقيقي الأصغر حبيب تناول هو أيضا كمية من المسحوق وكان عمره 4 سنوات ولكن أثناء وجوده في بيت المرحوم أبلحد ألـ تمو لحضور حفل زواجه بكريمة المرحوم العم متي بحو الـ شابي تقيأ فأصبح قيأه كقرصة دائرية قوية جدا وبذلك نجى من الموت , علما بأن والدي كان فلاحا في بيت والد المرحوم أبلحد لذلك كان حضور كافة أفراد الأسرة لخدمة المدعويين الى العرس ضمن واجباته والذين كانوا يجلسون على السطوح في فصل الصيف نظرا لحرارة الجو وعدم وجود كهرباء في القرية انذاك .

كلمة لا بد منها ...

تأكيدا على الموضوع أعلاه , لا زالت الحادثة محفورة في ذاكرتي لأنني كنت مع الجموع التي أستقبلت الجثمان وسارت خلف السيارة حيث كنت في السابعة من عمري , وكذلك المناحة التي أقيمت في بيت الفقيد من قبل أسرته وأهله وأهل القرية قبل نقله الى المقبرة , وقد لفت نظري الشاب النحيف حنـا طوبيا الـ بلو شقيق السيدة مريم زوجة الفقيد وهو يرقص أمام الجثمان وبيده كفية بيضاء وكأنه في عرس لأنه كان صديقا حميما له وكان يرتدي اللباس العربي ويعتمر الكوفية والعقال في رأسه , وقد أعلنت القرية الحداد على رحيل أبنها البار وهو في عمر الشباب وكان لرحيله صدى قوي لأن الوفيات كانت قليلة جدا في ذلك الزمان , وكان الناس يتأثرون كثيرا على أمواتهم وخاصة الشباب منهم , رحم الله الأموات الذين ذكرناهم وأسكنهم فسيح جناته , ورعى وحفظ الأحياء منهم .

أبو فرات

ميونيخ - المانيـــا

.