odisho youkhanan
:: عضو مميز ::
توضيح من سيادة المطران سعد سيروب حنا توضيح إلى أبناء رعيتي وأصدقائي بيان توضيحي ونقد صريح لما نُشر بشأن استقالتي من منصب الزائر الرسولي للمؤمنين الكلدان في أوروبا أُعرب عن أسفي لاضطراري إلى الكتابة العلنية في موضوع كهذا، وهو أمر لم أكن أتمناه، ولا يتماشى مع قناعتي الكنسية في معالجة الأمور داخل الأطر الأخوية والرعوية. لكنّ أسلوب البطريركية في التعامل مع المسائل، وطريقة عرضها للحقائق على الرأي العام بطريقة مجتزأة أو مضللة، يفرضان عليّ أن أوضح موقفي علنًا، حفاظًا على الحقيقة واحترامًا لثقة المؤمنين. اليوم، نُشر على موقع البطريركية الكلدانية خبرٌ بشأن إنهاء خدمتي كزائر رسولي للمؤمنين الكلدان المقيمين في أوروبا وكأن الأمر جاء بمبادرة خارج إرادتي. هذا الادعاء عارٍ تمامًا عن الصحة، ويجب توضيحه بكل صراحة وأمانة أمام المؤمنين والرأي العام الكلداني. الواقع أنني، بدافع من قناعتي الشخصية ومن باب الاعتراض الصريح على الأسلوب والمنهج الذي تتبعه البطريركية الكلدانية في إدارة شؤون الكنيسة، قررت منذ فترة أن أقدّم استقالتي من منصب الزائر الرسولي للمؤمنين الكلدان المقيمين في أوروبا. وقد رفعت هذه الاستقالة شخصيًا إلى قداسة البابا ليون الرابع عشر، الذي قَبِلها مشكورًا. إن هذه الخطوة لم تكن نتيجة “إعفاء” أو إجراء تأديبي من أي جهة بل كانت مبادرة حرّة، نابعة من ضميرٍ كنسي، ومسؤولية رعوية أمام الله والكنيسة والتاريخ. لم يكن مستغربًا أن يتناول إعلام البطريركية خبر استقالتي بطريقة تفتقر إلى المصداقية، كما اعتاد في مناسبات سابقة على تقديم الروايات وفق منظورٍ أحادي، وانتقائي، يُشوّه الوقائع بدل أن يضعها أمام الناس كما هي. لقد أصبح إعلام البطريركية، وللأسف، أداة لتزييف الحقائق وتلميع الصورة الداخلية، بدل أن يكون صوتًا نزيهًا وشفافًا ينقل ما يجري بصدق واحترام لعقول المؤمنين. الإعلام الكنسي ليس منبرًا للدعاية، بل هو دعوة للمساءلة الصادقة وللبحث عن الحقيقة، وهذا ما بات مفقودًا تمامًا في الخطاب الإعلامي الذي يصدر عنها. لا أقبل أن أكون جزءًا من منهج بطريركي وسياسة لا تعكس روح الإنجيل ولا تُجسّد تعاليم المسيح في المحبة، والرحمة، والصدق. بطريركية تتعامل مع القيم الإنجيلية بانتقائية مصلحية، وتُحَوّل العمل الكنسي إلى أدوات نفوذ وتحريض، بدل أن يكون شهادة للخدمة والتواضع. أرفض أن أخدم في مؤسسة تُخون ثقة خدّامها، وتُضحّي بالحقيقة من أجل حسابات شخصية أو مكاسب حزبية. أؤكد في هذا السياق أنني ما زلت، بكل قناعة واعتزاز، أواصل خدمتي كمطران في الكنيسة الكلدانية، وفي رسالتي الكهنوتية التي أفتخر بها وأحملها في قلبي كدعوة من الله ومسؤولية تجاه شعبه. استقالتي من مهمة محددة لا تعني أبدًا تخليًا عن رسالتي أو انقطاعًا عن خدمتي، بل بالعكس، هي تعبير عن أمانتي لهذه الدعوة، وحرصي على أن أعيشها بصدق وأمانة وإنجيلية كاملة، بعيدًا عن كل ما يشوّه صورتها أو يفرغها من مضمونها الروحي. إن كنيستنا الكلدانية تمرّ اليوم بمنعطف حرج، وهي بأمسّ الحاجة إلى مراجعة صادقة وجريئة، لا إلى تزيين السطح وتكميم الأصوات. الإصلاح الحقيقي لا يتم عبر التسلّط أو إقصاء من يحمل رأيًا مخالفًا، بل عبر العودة إلى جوهر الإنجيل، وتحرير النفوس من منطق السيطرة والمصلحة. أصلّي من أجل كنيستنا، ومن أجل أن يمنح الله الرؤية والنعمة لكل من هم في موقع مسؤولية، ليكونوا خدامًا للحق، لا لمجد شخصي أو مشروع ضيق. وأضع ما تبقّى من خدمتي تحت أنظار الرب، الذي وحده يعرف القلوب ويزن النيّات، وهو القاضي العادل، والراعي الصالح الذي لا يضلّ الطريق. المطران سعد سيروب حنا ................................. ملاحق: إرفق مع هذا البيان الوثائق التالية تأكيدًا للحقائق، وحرصًا على الشفافية الكاملة: 1. كتاب استقالتي الرسمي الموجّه إلى قداسة البابا ليون الرابع عشر (باللغة الإيطالية). مرفق مع ترجمته العربية الكاملة. 2. رسالة الفاتيكان بقبول الاستقالة، الصادرة عن الكرسي الرسولي مرفقة كذلك مع ترجمة عربية.
ܝܐ ܐܠܗܐ ܪܚܡ ܥܠܝ ܚܛܝܐ ..♰..♰..♰