الولاء للحقيقة وليس للأشخاص. الحقيقة لا تباع!

الكاردينال لويس روفائيل ساكو
هناك اشخاص لهم ماكنة إعلامية موظفة لتضليل الحقيقة. يُعطون أوامر للموالين لهم، باستهداف فلان أو علان بنشر معلومات خاطئة: ” أطيعوا ونفذوا، ثم اقبضوا الثمن”.
ثمة فوضى غير مسبوقة للاخلاق، اتاحتها وسائل التواصل الاجتماعي للناس للتعبير عن كل ما يخطر ببالهم، من دون تحليل او البحث عن الحقيقة، وانما للتشويه فقط. وهذا مدانٌ.
اذكر مثالا على ذلك. قامت في هذه الأيام ( sat ANB) الممولة من جهة معروفة، بنشر خبر يخصني: “هناك حملة لعزل ساكو”. ثم عادث ونشرت من مصدر مقرب مني( من هم) ” ان ساكو سوف يستقيل تلافيا لعملية عزله”، ليس هذا فحسب انما راحت ابعد من ذلك : ” البارتي همس في اذن ساكو للبقاء لئلا يحصل فراغ”. هذا الافتراض محض وَهْم، منفصل عن الحقيقة!
هذا الموقع ليس وحده يعتمد الكذب والتلفيق. هناك مكائن إعلامية أخرى لفبركة الاخبار ونشر متناقضات لتشويه الحقيقة. وللأسف ثمة بعض رجال الاكليروس والشمامسة يلفقون الحقائق انتقاماً من مسؤوليهم لانهم لم يحققوا طموحاتهم. كما ان هناك اشخاصاً يصنفون أنفسهم بمؤمنين حريصين على الكنيسة يتسابقون بالتنقل من موقع الى موقع ويعلقون بعيدا عن الحقيقة والمنطق السليم. نسوا ان الحقيقة لا تباع ، بل تصان كالشرف!
هذا انتهاك للثوابت الدينية والأخلاقية، واغتيال للحقيقة بشكل سرديّ. هذه الظاهرة المرضية سنحت كشف جوهر الناس من خلال تعليقاتهم او تغريداتهم في ظاهرة اللاوعي، والناس يصدقون هذه الأقوال. اني متأكد ان بعض المعلقين لا يفهمون ما قلت في الوعظ او الكتابة.
هذه الأفعال المشينة ناتجة عن عقلية الاستكبار وتمجيد الذات، والكذب والخلط بين الصح والخطأ والخير والشر وعبادة المال وشراء الذمم. حالة تقسّي قلب الانسان وتمزق منظومة الأخلاق والثوابت والعلاقات الاجتماعية.
حالة رهيبة. اتساءل اذا استمرت هذه العقلية، فإلى أين ستقودنا. كتب إلى صديق مسلم مفكر”: الوضعُ مُزرٍ والمنظومة القيمية في تردٍ”.
على الناس العودة الى ذاتهم وضميرهم، والتفكير والتحليل للتأكد من الصواب. واذا كانت لهم ملاحظات على شخص ما، ليواجهوه بشجاعة، وليس بالطعن من وراء الظهر! الارتداد الى الله والسير في نوره والتمسك بالأخلاق والثوابت، هذا الروح وحده يجدد الانسان والمجتمع ويخلق علاقات اجتماعية اخوية متناغمة، وبيئة سلام وامان تساعد على السير معا والتقدم والعيش معاً بفرح.
اختم بهذه الحكمة القديمة الجديدة: القبطان يقود الناس الى حيثما يريدون بامان، والقرصان يقودهم الى حيث مايريد !!!.