المدارس الكاثوليكيّة الكبرى في لبنان إلى الإقفال… والبطريرك يعلّق!
غيتا مارون | أليتييا - مايو 25, 2020
“إن أكثريّة المدارس التابعة للرهبانيّات اللبنانيّة (ما لا يقلّ عن 80 % منها) متّجهة حُكمًا نحو الإقفال القسريّ نتيجة الوضع الاقتصاديّ وإهمال الدولة واجباتها”، هذا ما أكدته الرهبانيّات اللبنانيّة في الكتاب المفتوح الذي وجّهه الرؤساء العامّون والرئيسات العامّات للرهبانيّات في لبنان إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون.
وأكدوا أن اجتماعهم لإطلاق ندائهم يعني أنهم متأكدون من جسامة الخطر على القطاع التربوي في لبنان، وأن الخطر يطال هويّة الوطن ورسالته.
وأوضحوا أن كتابهم الحالي لا يتضمّن مطالبات ولا اقتراحات لأنها معروفة، حسب قولهم، مشدّدين على أن هذا الكتاب المفتوح هو إشعارٌ مفاده أن أكثريّة المدارس التابعة للرهبانيّات اللبنانيّة متّجهة حُكمًا نحو الإقفال القسريّ، وبالتالي لن تفتح هذه المدارس أبوابها ابتداء من بداية العام الدراسي 2020-2021.
ولفتوا إلى أن هذا الإقفال القسريّ ينتج عنه حاجة مئات الآلاف من التلامذة إلى حجز مقعد دراسي في التعليم الرسمي بالإضافة إلى فقدان عشرات الآلاف من المعلّمين والموظّفين والعاملين أعمالهم وازدياد البطالة والفقر في البلاد.
وقالوا إن كل الموارد التي يمتلكونها لا تكفي لتلافي الخطر، وما يصدر تباعًا عن اتحاد المدارس الخاصة في لبنان والأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة يؤكد أّن المعاناة عامّة في القطاع التربوي الخاص الذي يؤمّن الرسالة التربويّة لأكثر من ثلثي التلاميذ في لبنان.
واعتبروا أن الخسارة الناتجة عن كل ما تقدّم تتخطّى بلا شك الماديّات، وتُصنّف كخسارة وطنيّة كبرى تُضاف إلى سلسلة الخسائر التي تُصيب الوطن في هذه الآونة الأخيرة.
ما موقف الراعي من الأزمة التي تطال القطاع التربوي؟
وضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في خلال عظة الأحد السابع من زمن القيامة، الإصبع على الجرح في ما يتعلّق بالخطر الذي يطال القطاع التربوي، قائلًا: “عندما تصبح المحبّة “ثقافة شعب”، تضحي بالنتيجة “حضارة وطن” وروحَه التي تنعش العلاقات بين أبنائه، ولاسيّما بين المسؤولين والشعب. وباتت شريعة الحوار والتوافق طريقًا إلى حلّ المشاكل الطارئة”.
وأضاف الراعي: “لو اعتُمدت مثلًا هذه الشريعة بين السلطة والمدرسة الخاصة من جهة، قبل إصدار القانون 46/17، وبين هذه وهيئة الأساتذة ولجان الأهل من جهة ثانية، لما وصلت المدارس الخاصة، ولاسيّما تلك الكاثوليكيّة، إلى هاوية الإقفال، مع ما يرتّب ذلك من تهديد للمنظومة التربويّة في لبنان، والخسارة المتوقّعة في نشر التربية والتعليم حتى في المناطق اللبنانيّة النائية”.