خاطرة في كيف ينبغي أن يكون الاُسقف والكاهن

البطريرك لويس روفائيل ساكو
الأفكار أدناه نابعة من خبرتي الطويلة (51 سنة في خدمة الكنيسة) ومعايشتي للعديد من شخصيات الاكليروس الكلداني وغيرهم، ومنهم من سبقونا الى الآب. هذه الأفكار نجدها في القوانين الكنسية، قد تبدو مثالية، لكنها من الأهميّة بمكان ان نركّز عليها، ونعيشها، ونضعها نصب أعيننا في اختياراتنا للأشخاص.
* شخص ورِع، له ضمير ومباديء، متَّزن، مثقف، هاديء، واعٍٍ، يتحلّى بروح المسؤولية.
* يَعي ما يؤمن به ويلتزم، يصلي ولا يتمّم مجرد طقوس.
* يحمل رسالة المسيح الخلاصية الى الرعية، بحماسة ورؤية وبرمجة.
* يبذل ذاته في خدمة الرعية بروح رسولية، ويهتم بها بتواضع وتجرّد: يخدم الاخرين بدل ان يُخدَم (متى 20/ 26).
* انه “أبونا” يوجّه ويربّي، يحمي أولاده ويحتضنهم بدفء الأبوّة والحكمة. يقف الى جانب الفقير والمتألم، ويبقى بعيداً عمّا يتعارض مع الإيمان والتكريس.
* يتكلم باسم الله ويفعل ما يريده الله المحبة. يقول الاُسقف الشهيد اغناطيوس الانطاكي (†107): “إن طاعتكم لا توجَّه الى الاُسقف، بل الى الله الاُسقف الجامع… يجب أن تكون خالية من كل شائبة لأن احترامنا هو لـ لله الذي أحبنا” (الرسالة الى ازمير رقم 3).
* الكهنوت ليس امتيازاً، بل رسالة وخدمة. تُمسح يدا الكاهن بزيت الميرون ليتحول الى صورة المسيح، وينال موهبة الروح القدس.
* يميّز بين الصح والخطأ، يجمع ولا يُقسِّم، يُقرِّب ولا يُقصي، لا يساوم ولا يعربد ويخلق اضطرابات.
* شفاف لا يجمع الأموال ولا يستثمرها. لا يصطف مع هذا أو ذاك لمصلحة معينة ثم ينقلب عليهم، ولا يعيش على المتناقضات.
* نزيه ينقد للبناء ولا ينتقد لتبرير ذاته. يتكلم بمصداقية. صوته نبويٌّ ضد الظلم والفساد، يخدم المصالحة والسلام، ويمنح الامل والرجاء.
* يعمل مع الآخرين، مع مجلس الكهنة والمجلس الرعوي: “حيث يكون الاُسقف هناك يجب ان تكون الرعية، كما أنه حيث يكون المسيح هناك تكون الكنيسة الكاثوليكية” (اغناطيوس الانطاكي الرسالة الى افسس 8).
* شخص مؤمن بالتجديد لأنه في طبيعة الكنيسة ورسالتها.
* مؤمن بوحدة الكنيسة والشركة في جسد المسيح، ويلتزم بالطاعة التي أعلن عنها يوم رسامته الكهنوتية والاُسقفية. هذه الطاعة ليست عمياء، بل هي طاعة الأبناء لأبيهم: الكاهن لاُسقفه والاُسقف لبطريركه، والبطريرك لقداسة البابا. جاء في القانون 12 بند 1 من قوانين الكنائس الشرقية الكاثوليكية: “على جميع المؤمنين، كلٌّ بسيرته ان يحافظوا على الشركة مع الكنيسة“.
صلّوا من أجلنا ومن أجل كنيستنا