البطريرك ساكو وجَّهَ رسالة الى الاكليروس الكلداني في القداس الختامي للرياضة الروحية للكهنة

إعلام البطريركية
اليكم نصها:
“علَيكمُ النِّعمَةُ والسَّلامُ مِن لَدُنِ اللهِ أَبينا والرَّبِّ يسوعَ المسيحِ” (غلاطية 1/ 3)
اُوجّه اليكم هذه الكلمة الابوية في ختام الرياضة الروحية السنوية التي أسعدني إشتراككم فيها بحرص وإنتباه.
شكراً لكم على حضوركم ومشاركتكم ومداخلاتكم الغنيّة التي عكَسَت ثقافتكم وروحانيّتكم والتزامكم وخدمتكم الرعوية الفعّالة. لقد كشَفَتْ حقيقة الرجاء الذي فيكم.
أساس دعوتنا كأساقفة وكهنة هو ما كتبه بولس الرسول في الرسالة الى غلاطية: “فأُعلِمُكم، أَيُّها الإِخوَة، بِأَنَّ البِشارةَ الَّتي بَشَّرتُ بِها لَيسَت على سُنَّةِ البَشَر،لأَنِّي ما تَلقَّيتُها ولا أَخَذتُها عن إِنسان، بل بِوَحْيٍ مِن يسوعَ المسيح“ (1/ 11-12). هذا الدعوة هِبة من الله مطلقة، لا يجب ان تخضع للمساومة! كرامتنا تكمن في عيش حقيتها في داخلنا والسعي لإشاعتها حولنا.
الأب مرشد الرياضة جان مارون هاشم قال: “الكنيسة الكلدانية، كنيسة مجاهدة بالرغم من التحديات والمُغريات” … هذه شهادة ثمينة.
معظمكم إلّا افراد قليلون، جاهدتم جهاداً حسناً في خِضَم أزمة التهجير التي دامت أكثر من ثلاث سنوات، وأيضاً قبلها وبعدها. وقفتم الى جانب شعبنا وبلسَمتم جراحه، وحاولتم تلبية حاجاته الروحية والمادية بعيداً عن المصالح والمغريات، ممّا رفع مصداقيتكم ومصداقية الكنيسة.
حافظوا على هذا النَفَس الإنساني والروحي والرعوي
مهما كانت الصعاب وسانِدوا بعضكم بعضاً
الرياضة الروحية فرصة لمحاسبة الذات والمصالحة معها، وترميمها وتجديدها. نحنُ بَشَر قد نقع في أزمة أو في أخطاء، لكنننا قادرون على الخروج منها “متغيّرين”.
حذاري من عبودية السلطة والمال، والإدّعاء، والتحزُّب، والجري وراء المصالح الشخصية والمادية وداء المجامَلة على حساب الحقيقة. هذه فِخاخ الشيطان التي تضيّع كل من يقع فيها. تحزَّبوا للحق الذي لا يباع، هو “يحرّركم” (يوحنا 8/ 32). في النهاية لا يصحّ الّا الصحيح!
تمسّكوا برئاستكم الكنسية: الرئاسة أبوية وليست سلطّوية، وتبقى حصانة لكم. من يتحزَّب ضدّها أو يتعاون مع من يحاربها هو أول الخاسرين، اقرأوا تاريخ الكنيسة … لا تضيّعوا دعوتكم وأنفسكم وكهنوتكم.
لا تكونوا سلبيين! الحوار(المصارحة) يتم في إطار الإحترام وليس بفرض الإرادات أو إتّباع أسلوب السِجالات. اذا كانت لديكم مشكلة أو وجهة نظر معينّة ناقشوها مع اُسقفكم بروح المسؤولية واللياقة الأدبية، والأساقفة يناقشونها مع البطريرك أو تُدرَس حين يلتئم السينودس!
المجتمع تغيّر والذهنية تغيَّرت والثقافة تغيَّرت، لا ينبغي ان ننجر وراء الأصولية والتقاليد غير الاصيلة، بل علينا ان نسلّط نور الله على كل شيء، ونساعد الناس في هذا الزمن المضطرب على فهم إيمانهم بطريقة مفهومة وصحيحة، والصلاة الحقيقية وشهادة الحياة.
لنَضَع نُصبَ أعيننا هذه الآيات من رسائل مار بولس الرسول
† “تَنبَّهْ لِلخِدمَةِ الَّتي تَلَقَّيتَها في الرَّبّ فقُمْ بِها خَيرَ قِيام” (قولسي 4/ 17).
† “يا طيموتاوُس، اِحفَظِ الوَديعَة واجتَنِبِ الكَلامَ الفارِغَ الدُّنيَوِيّ ونَقائِضَ المَعرِفَةِ الكاذِبة، وقَد أَعلَنَها بَعضُهم فحادوا عنِ الإِيمان” (1 طيمثاوس 6/ 20-21).
† “لِتَكُنِ النِّعمَةُ على جَميعِ الَّذينَ يُحِبُّونَ رَبَّنا يسوعَ المسيحَ حُبًّا لا يَزول(افسس 6/ 24).
البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو
21 آب 2025 عينكاوا / أربيل